دعاء الاستخارة بدون صلاة
يسأل سائل هل يجوز قراءة دعاء الاستخارة بدون صلاة الركعتين قبله او الدعاء به أثناء الصلاة او بعدها كما هو وارد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم،
الإجابة: الاستخارة هي دعاء الله تعالى، ليختار لك خير الأمرين، ويبعد عنك شرهما. وصلاة الركعتين إنما شرعت بين يدي الدعاء، ليكون أقرب إلى الإجابة، وأحضر للقلب، وأدعى للقبول.
أما إذا تعذر على المسلم صلاة الاستخارة كمرض او وصب أو تعب دعا الله ومن الله القبول، ولا أرى ان السفر يمنع الصلاة حيث جاز للمسلم أن يصلي على الدابة إذا استقبل القبلة قبل الدخول في الصلاة.
ويسأل سائل: كيف اعرف الرد على صلاة الاستخارة؟
وتُعرف نتيجة الاستِخارة من خلال ما يُقدّره الله -تعالى- للإنسان بعد فِعلِها، وليس شرطاً كما يعتقدُ البعض حُصول رؤيا في المَنام، ولكن تُعرف بتيسير الله -تعالى- له لذلك الأمر أو منعه عنه، فهو يُقدّر له الخير وإن لم يعلمْه الإنسان، وفي ذلك اتباعاً للنبي -عليه الصلاة والسلام- في الاستِخارة والاستِشارة.
أما نص دعاء الاستخارة بدون صلاة فهو كالتالي:
النص كما جاء في حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ( وأجازت دار الإفتاء دعاء الاستخارة بدون صلاة اذا تعذر على المسلم أن يصلي صلاة الاستخارة)
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها، كما يعلمنا السورة من القرآن، يقول: ” إذا هم أحدكم بالأمر، فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري – أو قال عاجل أمري وآجله – فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري – أو قال في عاجل أمري وآجله – فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم أرضني ” قال: «ويسمي حاجته»
(يعلمنا الاستخارة) أي صلاتها ودعائها والاستخارة طلب الخير وهو كل معنى زاد نفعه على ضره.
(أستقدرك) أطلب منك أن تجعل لي قدرة عليه.
(معاشي) حياتي.
(عاقبة أمري) آخرتي.
(عاجل أمري وآجله) دنياي وآخرتي أو ما يكون من أمري في الحال والاستقبال.
(يسمي حاجته) الأمر الذي يستخير من أجله في أثناء دعائه
حديث دعاء الاستخارة بإسناده كاملاً :
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ فِي الْأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ يَقُولُ إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالْأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ أَرْضِنِي قَالَ وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ
شرح دعاء الاستخارة:
ومَا نَدِمَ مَنْ اسْتَخَارَ الـخَالِقَ، وَشَاوَرَ الـمَخْلُوْقينَ الـمُؤمِنينَ، وتَثَبَّتَ في أمْرِهِ، فَقَدْ قَالَ سُبْحَانَهُ:
وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ([2]).
قوله: ((في الأمور كلها)) أي: أمور الدنيا؛ لأن أمور الآخرة لا يحتاج فيها إلى الاستخارة؛ لأن الرجل إذا أراد أن يصلي، أو يصوم، أو يتصدق، لا حاجة [له] إلى الاستخارة، ولكن يحتاج إلى الاستخارة في أمور الدنيا، مثل: السفر، والنكاح، وشراء المركب، وبيعه، وبناء الدار، والانتقال إلى وطن آخر…، ونحو ذلك.
قوله: ((كما يعلمنا السورة من القرآن)) يدل على شدة اعتنائه × بتعليم الاستخارة.
قوله: ((إذا هم بالأمر)) أي: إذا عزم على القيام بعمل ولم يفعله.
قوله: ((فليركع ركعتين)) أي: ليصلي ركعتين، وقد يُذكر الركوع ويُراد به الصلاة، كما يُذكر السجود ويُراد به الصلاة، من قبيل ذكر الجزء وإرادة الكل.
قوله: ((من غير الفريضة)) أي: الصلوات الخمس المكتوبة؛ والمراد النوافل؛ بأن تكون تلك الركعتان من النافلة؛ قال النووي ‘: ((الظاهر أنها تحصل بركعتين من السنن الرواتب، وتحية المسجد…، وغيرها من النوافل)).
قوله: ((أستخيرك)) أي: أطلب الخير أن تختار لي أصلح الأمرين؛ لأنك عالم به وأنا جاهل.
قوله: ((وأستقدرك)) أي: أطلب أن تُقْدِرَني على أصلح الأمرين، إذ أطلب منك القدرة على ما نويته، فإنك قادر على إقداري عليه، أو أن تقدرَ لي الخير بسبب قدرتك عليه.
قوله: ((ويسمي حاجته)) أي: يسمي أمره الذي قصده؛ مثلاً يقول: ((اللهم إن كنت تعلم أن هذا السفر خير لي…، أو هذا النكاح…، أو هذا البيع…، ونحو ذلك.
قوله: ((في ديني…)) أي: إن كان فيه خير يرجع لديني، ولمعاشي، وعاقبة أمري، وإنما ذكر عاقبة الأمر؛ لأنه رُبَّ شيء يقصد فعله الإنسان يكون فيه خير في ذلك الحال، ولكن لا يكون خيراً في آخر الأمر، بل ينقلب إلى عكسه.
قوله: ((معاشي)) أي: العيش والحياة.
قوله: ((فاقدُرْهُ)) أي: اقضِ لي به وهيئه.
قوله: ((فاصرفه عني)) أي: لا تقضِ لي به، ولا ترزقني إياه.
قوله: ((واصرفني عنه)) أي: لا تيسر لي أن أفعله، وأقلعه من خاطري.
قوله: ((حيث كان)) أي: الخير؛ والمعنى: اقضِ لي بالخير حيث كان الخير.
قوله: ((ثم أرضني به)) أي: اجعلني راضياً بخيرك المقدور، أو بِشرِّك المصروف.
قوله: ((نَدِمَ)) أي: فعل الشيء ثم كرهه.
والاستخارة تكون مع الله تعالى بطلب الخير منه، والمشاورة تكون مع أهل الرأي والفطنة والصلاح والأمانة بطلب آرائهم في أمره، وليست مع جميع المخلوقين.
والتثبت في الأمر يكون ببذل الجهد، في تحري الأمر الذي يهم بفعله، من حيث صلاحه أو عدم صلاحه.
قوله: وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ á الآية؛ أمرٌ من الله تعالى لمحمد رسول الله × أن يستعرض آراء أصحابه؛ فيُشرك الجميع في الأمر الذي يَهِم بفعله، ثم يختار ما أشار إليه أكثرهم وأعقلهم، متوكلاً على الله تعالى بهمةٍ عالية.
متى يتم الدعاء في صلاة الاستخارة؟
يكون بعد السلام من صلاة الاستخارة وهي الافضل كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، وجاز ان يقرأ دعاء الاستخارة بدون صلاة. ويبدأ بالحمد والثناء، يقول النبي ﷺ: إذا هم أحدكم بأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم يقول: اللهم إني أستخيرك بعلمك.. إلى آخره، فالسنة أن يرفع يديه ويدعو بعد الركعتين، يدعو ويرفع يديه ويبدأ بحمد الله والصلاة على النبي ﷺ؛ لقوله ﷺ: إذا دعا أحدكم فليبدأ بتحميد ربه، والثناء عليه ثم يصلي على النبي ﷺ ثم يدعو بما شاء فالذي يستخير أولاً: يصلي ركعتين في وقت الصلاة .. ضحى وإلا في الليل وإلا بعد الظهر، ثم إذا سلم يرفع يديه ويستخير، يحمد الله ويصلي على النبي ﷺ.
ثم يقول : اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تعلم ولا أعلم، وتقدر ولا أقدر، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر – ويسميه باسمه – اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر، – يعني: أن هذا الزواج بفلانة، أو شرائي للعقار الفلاني، أو سفري إلى كذا، يعيِّن – خير لي في ديني ودنياي ومعاشي وعاقبة أمري فيسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر – ويسميه باسمه – شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، وقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به هكذا جاء في الحديث الصحيح في الاستخارة. نعم.
اقرأ ايضا
دعاء الاستخارة للزواج قبل النوم