من الذي علم الإنسان الدفن.. قصة قابيل وهابيل
من الذي علم الإنسان الدفن وكيف جاءت الفكرة؟ حيث إن الدفن من العادات المتبعة التي يقوم بها الإنسان عندما يموت أحدهم، فما الحكمة من الدفن وكيف تعلمه الإنسان، والجدير بالذكر أن مسألة الدفن متبعة منذ قديم الأزل فكيف عرفها الإنسان من نفسه؟ من المهم التعرف على ذلك لنعرف الدوافع التي قادت الإنسان لذلك وأصل الفكرة وهو ما سنقوم به في هذا المقال.
من الذي علم الإنسان الدفن
إن الغراب هو من علم الإنسان الدفن، وكان ذلك في قصة قابيل وهابيل أولاد آدم عليه السلام حيث إنه حينما قتل قابيل أخاه هابيل كان قابيل لا يعرف ماذا يفعل بالجثمان بعد أن مات أخيه، وكان هابيل هو أول من قتل على وجه البشرية فأرسل الله غرابين من أمامه وكانا يتشاجران فقتل أحدهمها الآخر، فقام الغراب بحفر حفرة في التراب ومن ثم دفن الغراب الذي قتل فيه، فقال قابيل كما ذكر في القرآن الكريم “يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ” فقام بتقليد الغراب ودفن أخيه في التراب وإلى الآن صارت سنة من سنن بني آدم الدفن عند الموت.
ندم قابيل أشد الندم بعدها على فعلته ويقال أنه ضمه إليه حتى تغيرت رائحته بينما كانت في انتظاره كل السباع والطيور ليتركه حتى تلتهمه وكان حزينًا نادمًا على ذلك وكان هذا سر بعث الله تبارك وتعالى الغرابين ليتشاجرا وبذلك قد علمنا الغراب الدفن.
سبب اختيار الله الغراب ليعلم الإنسان الدفن
تشير جميع الدراسات التي اكتشفت سلوك الغربان بعناية إلى مجموعة من المميزات الفريدة التي تتمتع بها الغربان، مما يجعلهم مختلفين عن باقي الطيور وهذا هو السبب الذي جعل الله تعالى اختارهم ليكونوا مثالًا ذكيًا لتعليم الإنسان الدفن، وتتمثل هذه الميزات في:
- يعتبر الغراب من بين أذكى الطيور وأكثرها حيلةً وذلك بسبب حجم نصفي دماغه الكبير مقارنة بحجم جسمه.
- تشبه مجموعات الغربان التي تعيش معًا في هياكل اجتماعية مجتمعات البشر حيث توجد لديهم محاكم لمعاقبة المخالفين والمعتدين.
تابع المزيد: من الذي سمي بالذبيح.. قصة سيدنا اسماعيل
تفاصيل قصة قابيل وهابيل
يحكي القرآن الكريم قصة قابيل وهابيل حيث قدم كلاهما صدقة لله للتقرب منه وتقبل الله صدقة هابيل بسبب صدقه ونيته الحسنة، بينما لم يتقبل صدقة قابيل بسبب سوء نيته وهذا جعل قابيل يغضب ويحسد أخاه وأخبره بأنه سيقتله لكن هابيل نصحه وعظه، قائلًا: “إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّـهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ” وعلى الرغم من ذلك لم يتعظ قابيل وارتكب الجريمة وقتل أخاه.
وحكى القرآن الكريم الحوار الذي دار بينهما على هذا النحو حيث قال تعالى: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّـهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ* لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّـهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ)
في قصة القتل أظهر الله تعالى الحكمة بدفن قابيل لأخيه هابيل، حيث أرسل غرابًا ليريه كيف يدفن جثة أخيه وقابيل ندم على فعلته، كما تجسد القصة الدافع وراء الجريمة وهو الحسد الذي دفع قابيل لارتكاب الذنب فتقبل الله من هابيل ولم يتقبل من قابيل بسبب نيته السيئة.
بهذا نكون قد عرفنا من الذي علم الإنسان الدفن وقصة قتل قابيل هابيل وتفاصيل حكاية الغراب الذي علمنا الدفن.