من هم قوم شعيب
يحمل التاريخ الإسلامي العديد من القصص المختلفة التي نتعلم منها مع رسل الله رضي الله عنهم فمن هم قوم شعيب وما قصتهم وكيف بعث لهم رسول الله شعيب، وماهي نهايتهم، سوف نتعرف على إجابة جميع تلك الأسئلة من خلال هذا المقال حتى نتمكن من الإطلاع على الحكمة والموعظة من الأمم السابقة التي عرضت قدرة الله ورسالته ورسله الذين حولوا هداية الكثير من الأمم المختلفة.
من هم قوم شعيب
قوم سيدنا شعيب عليه السلام الله هم أهل مدين، فقد عاش سيدنا شعيب في قرية صغيرة أطلق عليها اسم مدين، وكانت قرية مدين معروفة بالمناخ الرائع والحياة الزراعية المزدهرة التي تمتلئ بالكثير من الخيرات المختلفة
وكان نبي الله يحب القرية وأهلها رغم كونهم وثنيين، فكانوا يعبدون هم آبائهم وجدودهم الأصنام، حيث كانوا يرون أن الأصنام تتحكم في رزقهم وتمدهم بالخير والرزق عند وعبادتها وتقديم القرابين لها
مما أحزن سيدنا شعيب عليه السلام فبجانب عبادتهم للأصنام كانوا مخادعين ومحتالين يخشون في جميع معاملاتهم التجارية ويطففون في الميزان، حتى جاءهم نبي الله شعيب برسالته ليتمكن من توحيدهم في دين الله الواحد، وقد اختار الله سيدنا شعيب لبلاغته وقدرته على التحدث واستجداء الآخرين ليفهموا الدين الجديد عليهم
وبالرغم من قرب مدين من قوم لوط التي عرفت المدن كلها بقصتهم إلا أنهم لا يتعظون وعرفوا بالطغيان والفساد في الأرض وقد أوضح الله سبحانه وتعالى دعوة سيدنا شعيب في قوله تعالى
(كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ* إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ* إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ* فَاتَّقُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُونِ* وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ).
آراء العلماء في قوم شعيب
قد تعددت أراء العلماء في أصحاب الأيكة ( هم قوم سيدنا شعيب)، فيوجد من العلماء من قال أن أصحاب الأيكة هم أهل مدين نفسهم الذي عاش بينهم سيدنا شعيب، ويوجد من قال أن مدين هي الأيكة أي جميعها مدينة واحدة مع اختلاف الاسم فقط
ولكن لم يذكر الله تعالى في كتابه أنه أخوهم لأنهم نسبوا إلى عبادة الأيكة التي تعتبر شجرة أو مجموعة من الأشجار الملتفة حول بعضها البعض، كما قال البعض الأخر من العلماء أن أهل مدين وأصحاب الأيكة قري مختلفة ومن امتان غير بعضهم ولكن بعث الله لهم سيدنا شعيب عليه السلام.
دعوة سيدنا شعيب
قد بعث الله سبحانه وتعالى رسوله سيدنا شعيب إلى أهل مدين ليدعوهم إلى التوحيد واجتناب أي من المحرمات التي كانوا يرتكبونها وأن يتركوا عبادة الأصنام والغش في البيع، قد أمرهم سيدنا شعيب في العدل في الميزان وإلا يخدعوا ويغشون الناس في التجارة وظل يذكرهم بالرسل الأخرى التي لم يستمع لها أحد من قومهم وما حدث لهم حتى يتعظوا ويبتعدوا عن المحرمات التي يقوموا بها
ولكن بطبع البشر انقسم كلاً منهما إلى قسمين من أمن برسالة النبي شعيب عليه السلام ومن كفر واستكبر على دعوته وطغى في الأرض فساداً، كما لم يتوقفوا عند ذلك الحد بل استمروا في مضايقة نبي الله وهددوه أن لم يخرج من القرية يقتلوه، واتهموه بالسحر والجنون، ولا يتركون أي من الأشخاص الذين أمنوا وكانوا يحاولون إرجاعهم عن دينهم بشتى الطرق.
تابع المزيد: ما هو علم الأرصاد الجوية؟
نهاية قوم شعيب
استمر قوم شعيب في ارتكاب المحرمات والكبائر التي نهاهم سيدنا شعيب عنها، حتى في يوم من الأيام حل الظلام واهتزت الأرض فدمرت المدينة بالكامل ومات المشركين إلا المسلمين الذين آمنوا برسالة النبي شعيب خرجوا بأمان وسلام، فقال لهم سيدنا شُعيب ما ذُكر في القرآن الكريم من قوله -تعالى-: (قالَ يا قَومِ لَقَد أَبلَغتُكُم رِسالاتِ رَبّي وَنَصَحتُ لَكُم فَكَيفَ آسى عَلى قَومٍ كافِرينَ).
وفي الختام، بعد أن تعرفنا على من هم قوم شعيب ورأينا غضب الله عليهم ونهايتهم القاسية التي نالوها لمكابرتهم وعدم اتباع كلام رسول الله، يجب أن نتعظ وننظر إلى اخرتنا وأعمالنا لنتوقف عن أي من المحرمات ونقوم بالأعمال الصالحة لعل الله يغفر لنا ويرحمنا.