حادثة الإفك كاملة لأم المؤمين السيدة عائشة
سوف نسرد اليوم حادثة الإفك كاملة حيث أن الإفك يعني الكذب، حيث أن مختلق الحادثة أراد أن يجعل الباطل حقيقة، كما أراد أن يغير الحقيقة ويجعلها كما يرغب، وفي تلك الحادثة رغب عبد الله بن أبي سلول أن يغير حقيقة سيرة السيدة عائشة زوجة الرسول الطاهرة البريئة المطهرة إلى الباطل المليء بالفاحشة.
حادثة الإفك كاملة
الرسول صلى الله عليه وسلم بلغ في شعبان في العام السادس من الهجرة أن الحارث بن أبي ضرار يجب أن يقوم بتجهيز جيشه لغزو المدينة، وخرج إلى بني المصطلق، وإن الجيشين تواجهوا مواجهة ليست كبيرة، وانتهت برجوع المشركين وانتصار ونجاح المسلمين.
كان الرسول فيما ترويه السيدة عائشة يقوم بعمل قرعة بين زوجاته، والتي يخرج اسمها يخرجها معه، وفي تلك المرة عمل قرعة بينهم وخرج اسم عائشة، فكانت آيات الحجاب وفرضه أنزلت قبل تلك المرة، وخرجت عائشة مع الرسول في الهودج.
ضياع عقد السيدة عائشة
الغزوة انتهت وأراد الرسول العودة إلى المدينة، وفي العودة في وقت الاستراحة فقدت السيدة عائشة عقدها ولم تجده، وذهبت تبحث عنه وكانت خفيفة الوزن وقتها.
ولما رغبوا في إكمال المسير قاموا بحمل الهودج ومشوا دون أن يشعرون أن السيدة عائشة غير موجودة به.
وجدت السيدة عائشة عقدها وعندما عادت للمكان كان الجيش مشى مسافة طويلة جدًا، واعتقدت أنهم سوف ينتبهون على عدم وجودها وسوف يعودون لها.
عودة عائشة مع صفوان بن المعطل
كان يوجد من ضمن الجيش مع الرسول صاحبة صفوان بن المعطل، حيث كان مهمته هي أن يبقى في مكانه عند قدوم الليل، وإن جاء الصباح يسير خلف الجيش يفحص الطريق يعد ما يمروا فإن وقع غرض من أحدهم يقوم هو بأخذه ويعود به إليهم، وبعدها يرجعه إلى صاحبه رسول الله، وعندما عادت عائشة ولا تجد أحد حزنت كثيرًا وصارت تمشي وتبكي من خلفة.
كان عندها صفوان يمشي خلف الجيش فلقى عائشة وغطت وجهها، فقام بسألها عن نفسها، وأخبرته أنها عائشة، ثم نزل من بعيره وسألها عن أمرها، فقامت بإخباره بما حصل لها، ثم حملها على بعيره ومشى بها، وقام الرسول بتفقد عائشة فلا يجدها حتى جاء صفوان ومعه السيدة عائشة على بعيره.
اختلاق حادثة الإفك(حادثة الإفك كاملة)
رغب المنافقين المساس بالرسول، فقاموا بالتحدث عن عرضه، ولا يتوقف الحديث عند المنافقين، ولكن امتد ليتحدث به أشخاص من مثل مسطح بن أثاثة وهو ابن خالة سيدنا أبو بكر الصديق وغيره من الأشخاص، وكان سيدنا أبي بكر ينفق على مسطح بن أثاثة، فعندما تكلم بهذا منع النفقة عليه.
لكن كان الشخص المنافق عبد الله بن أبي سلول على رأس من نشأ هذه الفتنة، ولم يرغب في ظهور أنه مصدرها للناس، وكان يذهب إلى الأفراد ويقول أما سمعتم ما قد قيل في السيدة عائشة، فيقول قيل كذا وكذا.
تابع المزيد: أدعية رمضانية مستجابة 1445
موقف الرسول من حادثة الإفك
كان موقف الرسول من ما يحدث هو الصمت، وكان مقيد بالوحي، ولا يرض أن يحكم على الأمر إلى أن جاءه الوحي بالخبر الصحيح واليقين، فلما رآه سيدنا أبي بكر صامت صمت مثله، وبدأ الرسول أن يعرض أمره ويقوم باستشارة المقربين له.
استشار الرسول علي فأشار عليه ملمح أن النساء غير السيدة عائشة كثيرين، كما أنه استشار أسامة فأشار اسامة عليه أن يبقى على عهده، وأشارت عليه أحد زوجاته فمدحت عائشة ولا تقول عليها كلام سوء.
بعدها ذهب الرسول إلى السيدة عائشة وسألها إن كانت فعلت شيء أن تقول له وتستغفر الله فقالت للرسول لا أقول إلا ما قاله أبا يوسف فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون، فلما نزل الوحي ببراءة عائشة ذهب الرسول لها وقال لها “أبشري يا عائشة أما الله فقد برأك”
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا والذي من خلاله تم سرد حادثة الإفك كاملة، وكان نهايتها ظهور براءة السيدة عائشة رضي الله عنها.