بماذا عاقب الله قارون
بماذا عاقب الله قارون وما هي قصته؟ كل تلك الأسئلة يرددها العديد من الأشخاص الذين يرغبون في معرفة حكاية قارون الذي كان رجلاً ثريًا للغاية عاش في زمن نبي الله موسى عليه السلام وكان قد آمن بموسى وحفظ التوراة، وكان من أقرأ الناس لها وقد آتاه الله من كنوز الأموال شيئًا عظيمًا، حتى إن مفاتيح الحجرات التي تضم كنوز قارون يصعب حملها على مجموعة من الرجال الأشداء، فكيف كانت نهايته؟ هذا ما سنجيب لك عليه في هذا المقال.
بماذا عاقب الله قارون ؟
كان عقاب قارون ونهايته أن الأرض ابتلعته حيث خسف الله به الأرض وببيته بسبب غروره وجبروته وتكبره على خلق الله، وقد ذكر الله تعالى قصة قارون بالتفصيل في سورة القصص حيث قال الله تبارك وتعالى:
“إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ “
قصة قارون
يروي ابن عباس رضي الله عنه أن قارون كان ابن عم موسى عليه السلام وكان رجل غني للغاية وأتاه الله من المال ما لم يعط أحد، ويقول قتادة إنه كان يلقب بـ النور في التوراة بسبب جمال صوته لكن مع مرور الوقت أصبح منافقاً وعصى موسى عليه السلام، ونفسه بسبب معصيته وجبروته بالثروات التي كانت لديه فكان يسير وكأنه يتمايل في الكبرياء والغرور بسبب ثروته الهائلة، حيث كانت مفاتيح كنوزه ثقيلة جداً حتى على مجموعة من الأشخاص الأقوياء ولا أحد يقدر على حملها غيره فكان يتباهى بقوته وماله.
نصحه الصالحون والأتقياء بأن يشكر الله ويحمده على ثروته ويعمل للخير ويحسن التصرف مع الفقراء والمحتاجين ولكن رده على هذه النصيحة متكبرًا حيث قال “إنما أوتيته على علم عندي” أي أن ثروته وقوته هي نتيجة لمعرفته الفذة، وأنه لا يحتاج إلى توجيهات أو مشورة من أحد ونصح.
نهاية قارون
نتيجة لهذا الجبروت والكبر لم يقتنع قارون بأن الله هو المنان وهو من رزقه وقادر على أن يأخذ منه كل هذا وأنه لا مبرر لسلوكه الطاعي فخسف الله به وبيته الأرض وهلك فكما هلكت أمم قبله بسبب طغيانهم وفسادهم، هلك قارون أيضاً بسبب معصيته وكبريائه وأصبح الذين كانوا يحسدونه على ما آتاه الله يحمدون الله أنهم ليسوا مثله.
تابع المزيد: من الذي سمي بالذبيح
الدروس المستفادة من قصة قارون
بعدما علمنا بماذا عاقب الله قارون سوف نتعرف على الدروس المستفادة من القصة، حيث قد اشتملت قصة قارون على العديد من الحكم والدروس المستفادة التي تجعلنا نأخذها عبرة ونتعظ أكثر وأهم ما يمكن تعلمه من هذه الحكاية ما يلي:
- شكر الله على نعمه دومًا والتذكر دومًا أن كل خير نحصل عليه هو من عند الله وحده وليس بفضل ذكائنا أو معرفتنا أو حتى جهودنا.
- عدم التكبر والغرور على الناس من حولنا والحرص على التواضع دومًا.
- أن لا نحسد الآخرين على ما آتاهم الله فنحن لا نعلم حكمة الله في توزيع الرزق.
- ضرورة الأخذ بالنصيحة من أهل الذكر ومن الناصحين فيما يخص التقرب إلى الله.
- الحرص على الصدقة ومساعدة الفقراء إن كان الله قد رزقك ووسع رزقك.
- ذكر الله وحمده وشكره على جميع إنعامه.
- معرفة أن عقاب الله آت لا محالة للظالمين والعاصين.
هكذا نكون قد عرفنا بماذا عاقب الله قارون وقصته المثيرة التي تجعلنا ندرك أن الخير كله بيد الله إن شاء أعطى وإن شاء منع ولا معطي ولا مانع إلا بأمره.