قصة لمسة الملك الذهبية
يرغب العديد من الأشخاص في معرفة قصة لمسة الملك الذهبية التي تعد في الميثولوجيا الإغريقية، حيث أن الملك ميداس كان حاكم أسطوري على مملكة فريجيا، وهي عبارة عن إقليم موجود في الجزء الغربي الأوسط بالأناضول التي تسمى الآن تركيا الآسيوية، وقد يشير هذا الاسم لحاكم القرن الـ 8 قبل الميلاد الذي كان يعرف في جميع نقوش الفريجية والمصادر القديمة الآشورية باسم ميتا حاكم الموسكي وكانت فترة حكمه تتسم بالعدالة، ومن خلال هذا المقال سوف نتعرف على كافة التفاصيل الخاصة بقصة لمسة الملك.
قصة لمسة الملك الذهبية
إن قصة لمسة الملك الذهبية تحكي أن الملك كان يتجول ذات يوم بحديقة قصره الوردية، وصادف أن يرى ساتير مخمور يسمي سيلينوس، وفي الأساطير اليونانية الساتير هي عبارة عن مخلوق ذكر يكون من حاشية إله الخمر ويتوفر به بعض من ملامح الماعز خاصة القرنين والذيل.
قد كان يتمتع سيلينوس بالحكمة حتى أنه عرف كمرشد لديونيسوس ولكن كان يعاني في هذه اللحظة من وجود آثار نتيجة الشرب المكثف بالليلة السابقة، فعمل ميداس على إفاقته ومنحه وجبة مشبعة ثم قام بإعادته لديونيسوس.
وقد تعددت الروايات في سرد هذا الموقف حيث ذكرت رواية أن سيلينوس لم يكن مخمور وإنما ميداس وضع له مخدر ببركة المياه التي كان يشرب منها الساتير بحديقته وذلك رغبة في أسره والاستحواذ على كل ما يملك من معارف وعلوم، وذكرت رواية أخرى أن رجال ميداس قاموا بالقبض على الساتر بأحد حقول فريجيا ثم قاموا بوضع أكاليل الورد في فمه وذهبوا به إلى الملك، وأي أن كانت الرواية فقد قام الملك ميداس بإعادته لديونيسوس.
اللمسة الذهبية
في قصة لمسة الملك الذهبية عند إعادة سيلينوس لديونيسوس كان سعيد لعودة مرشده ومعلمه، وقد رأى أن يكافئ ميداس من خلال تحقيق أمنية واحدة له وترك له حرية اختيارها كما يشاء، ولم يفكر الملك كثيرًا فقد قام باختيار ما سيكون فيه تعاسته وشقاؤه، فقد طلب من ديونيسوس أن يعطيه القدرة على تحويل أي شئ يقوم بلمسه لذهب، وقام ديونيسوس بتحذيره من عواقب هذه الأمنية، لكن كان الملك ميداس مصر فاستجاب له ومنحه تلك القدرة.
تابع المزيد: قصة سيدنا موسى وغرق فرعون
تحويل ابنه ميداس لذهب
انصرف الملك ميداس سعيدًا ليبدأ بتجربة مهارته الجديدة فورًا، وكانت الدهشة أنه رأى جميع الأحجار والأغصان والزهور تتحول لقطع ذهبية صماء بمجرد لمسها بيديه، وعندما قام الملك بإمساك حصانه وهم بامتطاء تحول الحصان لذهب فكان معدن بارد لا يتحرك ولا حياة فيه، وعندما وصل الملك لقصره سيرًا جميع أعمدة المدخل التى قد أتكأ عليها الملك تحولت إلى ذهب.
وكذلك عندما أراد الملك أن يقوم بغسل يديه حتى يتناول العشاء تحول المياه لذهب بمجرد وضع يديه بالوعاء، وحين جلس الملك على مائدته حتى يلبي نداء بطنه تحول جميع الطعام والشراب للذهب، حينها استلقي الملك على سريره جائعاً ويرغب بالنوم ولكن جميع أغطية السرير تحولت أيضًا إلى ذهب ولم يتمكن الملك من النوم أو بث الدفء لجسمه.
لذلك امتلأت عيناه الملك بالدموع وعرف جشعه الذي قاده لهلاكه، وفي هذه اللحظة دخلت ابنة الملك الحبيبة للغرفة فقام بعناقها دون تفكير فتحولت بين يديه لتمثال ذهبي وانطلق مرتعشًا وبائسًا لديونيسوس وتوسل إليه حتى يرفع عنه هذه النقمة ويتم تحريره من هذا البلاء.
في نهاية مقالنا قد تعرفنا على قصة لمسة الملك الذهبية التى تعلمنا منها ضرورة التفكير والتأني قبل اتخاذ القرارات، فبالرغم من ثروة الملك ميداس الضخمة إلا أنه كان جشعًا.