قصيدة عن الغربة
الغربة أن تغني و لكن بمفردك
أن تكتب و لكن لنفسك
أن تقرأ و لكن لا أحد يسمعك
و أن تتكلم و لكن لا أحد يفهمك
أن تكون قصيدة تبكي و لكن على الدفتر فقط
أن تعيش و لكن بطريقة مختلفة عن كل من حولك
تفكر و لكن في أشياء لا يفكر فيها أحد سواك
الغربة
أن تعشق و لكن عشقا خياليا
و تتمنى و لكن أمانٍ بعيدة المنال
الغربة أن تعيش مع أناس يجهلونك تماما و يحلفون أنهم يفهمونك
أن تعيش معهم و أنت تصارع في حناياك أحاديثا تتمنى أن تجد من يفهمها
و أمانٍ تتمنى أن يجد حتى من ينصت لها فقط وليس من يحققها
الغربة حين تفتح عينيك صباحا فتجد نفسك محاصر بنفس الوجوه
و نفس الكلمات
و نفس الروتين
أن تخرج مرتبا مظهرك و لكن لا أحد ينتظرك ليقول لك:
ما أجملك برغم أني تعبت من انتظارك
أن تسكب قارورة العطر على ثيابك و لكن لا تشمها غير أنفك
و أن تحمل وردة في يدك فتعود بها ذابلة في اخر النهار
و من معاني الغربة أيضا ان تكون شاعرا في زمن البندقية
أن تنام و تحلم بالسلام فتستيقظ على طلقِ رصاصٍ أو صوت طائرة
الغربة أن تجاهد على بناء وطنك و لكنه يجاهد على هدمك كل يوم
أن تبكي من أجله
فيسخر من دموعك
أن تكتب من أجله فيمزق دفاترك
أن تقترب منه و لكنه يبتعد عنك
أن تتمنى وطنا تعيش فيه ولكن لا تجد غير البندقية و السراب
الغربة باختصار شديد أن تعيش في زمان ليس زمانك
و مكان ليس مكانك