مزايا وعيوب العمل عند بعد (عبر الإنترنت)
العمل عن بعد ليس فكرةً جديدة لكن اعتماده على نطاقٍ واسع بسبب وباء كورونا أصبح ميزة للوظيفة الحديثة. كان لدى العديد من الشركات بالفعل أهداف بعيدة المدى تهدف لإنشاء بيئات عمل عن بعد لكن الوباء سرع من وتيرة هذا الأمر وأصبح واقيعاً ومستخدم بكثرة. ومع بدء تلاشي أزمة و وباء كورونا في العالم وانتشار اللقاحات على نطاق واسع، يرغب الكثير من الناس في العالم أجمع في مواصلة العمل عن بعد حتى ولو كان بدوام جزئي.

بالطبع هناك مزايا وعيوب للعمل عن بعد، وفي هذا المقال سنركز على أبرز هذه الميزات والعيوب الأساسية في العمل عن بعد.
مزايا العمل عن بعد
توازن أفضل بين العمل وحياة الشخص
الشكوى المتكررة في العالم اليوم هي صعوبة تحقيق توازن جيد بين العمل والحياة. العمل ثماني ساعات أو أكثر في اليوم لا يترك سوى القليل من الوقت للعائلة و خاصةً عندما يتم أخذ التنقلات والنوم في عين الاعتبار. العمل من المنزل يلغي التنقلات الطويلة مما يتيح المزيد من الوقت للناس لقضائه مع علائلاتهم. وفي الأيام التي يطلب فيها من الموظفين حضور اجتماعات الفيديو عن بعد يمكنهم ارتداء ملابسهم الخاصة بالطريقة التي يختارونها سواء كانت هذه الملابس بيجامات نوم أو ما إلى ذلك. يولد هذا شعور أكبر بالراحة والتوازن الأفضل بين العمل والحياة وبالتالي يؤدي إلى إجهاد أقل بالنسبة للعامل.
إنتاجية أعلى
بعض العمال أبلغوا رؤسائهم في الشركات أن العمل عن بعد زاد من الإنتاجية المستقرة و المتزايدة أثناء العمل مقارنةً بوجودهم في المكاتب وميدان العمل، ووفقاً لتقارير شركات كبرى عديدة حول العالم أنه خلال عام 2020 جاءت أكبر تحسينات الإنتاجية في أبريل ومايو خلال ذروة الوباء. و كان ذلك بسبب إلغاء التنقلات اليومية والاجتماعات الشخصية المطولة.
تحسين الوقت
عند العمل من المنزل يتم تقليل أو إزالة وإلغاء العديد من العوامل التي تسبب التأخير. تشمل العوامل التي تم التخلص منها الإفراط في النوم، والمعاناة في حركة المرور والمواصلات والانتظار لساعات وساعات، و تعد القدرة على النهوض من السرير وبدء العمل مباشرةً عملية روتينية موفرة للوقت بشكل كبير جداً.
انخفاض معدل الغياب وعدم الحضور لمكان العمل
يمكن أن يساعد السماح بالعمل عن بعد للشركات على الاحتفاظ بالموظفين ومنع التغيب المتكرر للعمال. و بالتالي عندما لا يشعر العاملون عن بعد بأنهم يتعاملون مع الإدارة بشكل مباشر ويعتقدون أن صاحب العمل يثق بهم فمن المرجح أن يبدوا تقدماً كبيراً في العمل وبكل أريحية. و في المقابل سيكون العمال أقل توجهاً نحو البحث عن عمل في مكان آخر مما يعزز الشعور بالولاء والتفاني للشركة نفسها التي يعملون بها عن بعد.
وفورات في التكاليف
تُمكن الفرق العاملة عن بعد الشركات من استئجار مساحات مكتبية أصغر أو حتى الانتقال إلى عملية عن بعد قائمة على السحابة ومبادئ التخزين السحابي بشكل كامل. وبالطبع هذا يساعد في توفير أموال الشركات وحفظها من الإنفاق على الإيجار والمرافق واللوازم المكتبية الأخرى.
المرونة
يعني العمل عن بعد أنه يمكن للموظفين العمل من أي مكان وليس فقط من منازلهم. المقاهي والشواطئ والبلدان الأخرى خيارات كثيرة وعديدة وأماكن مختلفة ومتنوعة. يمكن أن تكون ساعات العمل التي تكون عن بعد هبة من السماء للموظفين الذين لديهم ورديات ليلية، أو لأولئك الذين لديهم أطفال صغار.
حافز لتحسين تكنولوجيا مكان العمل
سارعت المؤسسات إلى وضع الأدوات المناسبة لتمكين العمل عن بعد عندما بدأ الوباء. كانت العديد من الشركات تستخدم أدوات قديمة مما أجبرها على ترقية أنظمتها. و في ذلك الوقت كانت بعض الشركات تجرب بالفعل العمل عن بعد وكانت أكثر قدرة على مواجهة هذا التحدي.
احتاجت الشركات إلى برامج مراسلة للشركات ومنصات مؤتمرات الفيديو وبرامج ضبط الوقت وأنظمة إدارة المهام والخدمات السحابية لتحل محل الأنظمة القديمة وعمليات المكاتب المادية. ثم احتاجوا إلى شبكات VPN وأدوات الأمن السيبراني الأخرى لتأمين هذه الأنظمة.
مساوئ العمل عن بعد
في حين أن العمل عن بعد له مزاياه، إلا أن له أيضاً عيوبه ومن هذه العيوب نذكر:
العزلة
يمكن أن يؤدي العمل عن بعد خاصةً بالنسبة لأولئك الذين يعيشون بمفردهم إلى الشعور بالوحدة والعزلة. حتى إذا كان لدى الموظف مكتبه الخاص في مبنى مكاتب فعلي فإنه يرى الآخرين في الإستراحة وفي المصعد وفي موقف السيارات طوال اليوم. كما أنهم يتفاعلون ويرون الناس في مختلف الأماكن من محطات الوقود والمقاهي والمطاعم أثناء تنقلهم إلى العمل والغداء. يمكن للعمال عن بعد تبادل الأحاديث والتفاعلات الكلامية لكنها جميعها عن بعد وتفتقد للكثير من الود والإحترام والتشويق.
العوامل المشتتة في المنزل
هناك العديد من عوامل التشتيت في المنزل التي يمكن أن تنقص من تركيز الموظف على عمله. بعض هذه العوامل تشمل صراخ الأطفال، والضوضاء الناتجة عن حركة المرور، وقرع أجراس الأبواب، ونباح الكلاب، والأعمال المنزلية. إذا استمر الموظفون في العمل من المنزل فمن المهم أن يكون لديهم مساحة عمل مخصصة، وجدول زمني يتقيدون به.
زيادة الحاجة إلى الاجتماعات
بمجرد انتشار موظفي الشركة على نطاق واسع سترغب القيادة في مراقبتهم إلى حدٍ ما. في عالم العمل عن بعد هذا يعني أنه لم يعد بإمكان المديرين إجراء جولة على المكتب للتحقق من عمل موظفيهم. وبدلاً من ذلك سيكونو مضطرين إلى جدولة اجتماعات افتراضية لمناقشة مهام إدارة المشروع أو الشركة الروتينية.
الوصول غير المستقر والثابت إلى الإنترنت
لا يوجد اتصال إنترنت مستقر تماماً في كل ثانية ولحظة. بغض النظر عن انقطاع الكهرباء والإنترنت، يمكن أن تختلف الاتصالات في السرعة والموثوقية على مدار اليوم. بالنسبة للأشخاص في المناطق المزدحمة ويعملون عند بعد كثيراً ما يعانون من سرعة الإنترنت المتدنية بسبب كثرة المستخدمين في المدن والضغط الكبير على الشبكة، مما يجعل عملية عقد إجتماع كامل عن بعد والتفاعل به عملية مزعجة للكثير وقد تتسبب بالإحراج للكثير.