قصة ليلة الاسراء والمعراج
بحلول ذكرى ليلة الاسراء والمعراج في يوم 27 رجب من كل عام هجري، نرى بعض العادات الجيدة التي يقوم بها المسلمون لإحياء هذه الذكرى، حيث تعد هذه الليلة من أهم الليالي التي ساهمت في وصول وتكوين جزء كبير للغاية من الدين الإسلامي للبشر مثل معرفة الصلوات، لذا يتوجب معرفة قصتها.
ليلة الاسراء والمعراج
قال تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم { سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِيٓ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَيۡلٗا مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡأَقۡصَا ٱلَّذِي بَٰرَكۡنَا حَوۡلَهُۥ لِنُرِيَهُۥ مِنۡ ءَايَٰتِنَآۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ (1)} ( سورة الإسراء – الآية 1) تتحدث سورة الإسراء عن هذه الليلة التي تحمل الكثير من الأسرار التي لا يعلمها إلا الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم)، حيث خاض رسولنا الكريم رحلته وحده، وفيها أطلعه الله -سبحانه وتعالى- على كثير من الأمور الغيبية مثل الجنة والنار والملائكة وغيرها، مما يدعونا للذهاب لمعرفة تفاصيل الأحداث.
أحداث القصة
تنقسم هذه القصة إلى شقين أولهما الإسراء والمعراج هو الثاني، أما الإسراء فهي رحلة النبي (صلى الله عليه وسلم) مع جبريل -عليه السلام- على دابته التي تسمى البراق ليلًا من المسجد الحرام بمكة المكرمة إلى المسجد الأقصى ببيت المقدس، في وقت قصير جداً، وعودته صلى الله عليه وسلم، في نفس الليلة إلى مكة المكرمة مرى أخرى.
ما هو البراق؟
البراق هو اسم الدابة التي ركبها الرسول ( صلى الله عليه وسلم) في رحلة الإسراء، وقيل أن اسمه مشتق من البرق نسبة لسرعته، أو لكونه أبيض حيث يطلق على الشاة البيضاء التي يتخلل صوفها طاقات سوداء بأنها شاة برقاء، وقد قال الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم في وصفه: (أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ، وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ، طَوِيلٌ، فَوْقَ الْحِمَارِ، وَدُونَ الْبَغْلِ، يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ).
المعراج
هو ارتقاء النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى السبع السماوات، حتى قابل آدمَ عليه السلام، ورحب به، ورد عليه السلام، وأراه أرواح الشُهداء عن يمينه، وأرواح الأشقياء عن يساره، ثم صعد إلى السماء الثانيّة، فرأى فيها يحيى وعيسى عليهما السلام، فسلّم عليهما
ثُمّ صعد إلى السماء الثالثة وكان بها النبي يوسف عليه السلام، ثم قابله إدريس عليه السلام في السماء الرابعة، وهارون عليه السلام في السماء الخامسة، أما في السماء السادسة لقى الرسول صلى الله عليه وسلم موسى عليه السلام فرحب به قائلاً: مرحبًا بالأخ الصالح والنبي الصالح، فلما جاوزته بكى، فنودي: ما يبكيك؟ قال: رب، هذا غلام بعثته بعدي يدخل من أمته الجنة أكثر مما يدخل من أمتي، وفي السماء السابعة كان لقائه بإبراهيم عليه السلام حيث سلم عليه ورد عليه السلام قائلاً: مرحباً بالابن الصالحِ والنبي الصالح.
ملاقاة الله تعالى
صعد النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى سدرة المنتهى، والبيت المعمور، ثم صعد فوق السماء السابعة، وكلّم الله تعالى، ففرض عليه الصلوات وكانت 50 وانتهت إلى 5 صلوات، وقُدم إليه اللّبن والخمر، فاختار اللّبن، فقيل له أنّه أصاب الفطرة، ورأى أنهار الجنّة، ورأى خازن النّار، ورأى أكَلَة الرّبا، وأكَلَة أموالِ اليتامى ظُلماً، بالإضافة إلى الكثير من الأسرار، وصلى بالأنبياء عليهم السلام جميعاً، وانتهت ليلة الاسراء والمعراج بعودة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى مكة راكباً البراق.
تابع المزيد: قصة الصغير جاك وشجرة الفاصولياء العجيبة
أسباب الرحلة
في هذه الرحلة ذكر العديد من الأسباب،ومن أهم الأسباب المذكورة والأقرب إلى الصحيح:
- إرادة الله تعالى لتخفيف آلام وأحزان رسوله -صلى الله عليه وسلم- عن ما لحق به من أذى من قومه، وإكراماً له وإعلاءً لشأنه صلى الله عليه وسلم.
- تعريف الرسول الكريم بمكانته وقدْره عند الله -عزّ وجلّ-، وإعلامه بآيات الله الكبرى، حيث تعد مرحلةً انتقالية جديدةً في الدعوة الإسلامية، تغير بعدها الكثير من الأمور.
وننتهي هنا من معرفة أحداث قصة ليلة الاسراء والمعراج التي تظل حتى يومنا هذا إحدى معجزات الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، حيث أوضحت الكثير في دين الإسلام للتخفيف عن الرسول.