أحدث الاتجاهات التقنية لعام 2024

تضم الاتجاهات التقنية لعام 2024 تقنيات ذكاء اصطناعي متطورة وحوسبة سحابية دائرية وواقع افتراضي مثيل وأمن سيبراني وغيرها من الاتجاهات المميزة

تكنولوجيا 2024 .. ماذا ننتظر في العام المقبل؟

عام مثير يمضى وآخر يجيء

كان عام 2023 مثيراً على كل الأصعدة المعروفة، لكننا شهدنا تطوراً تقنياً كبيراً يعتبره البعض نقطة فاصلة ومحورية في طريقة أداء أعمالنا.

ففي هذا العام، سمع العالم عن ChatGPT، أداة الذكاء الاصطناعي التي يمكن أن يدردش معها أي مستخدم أو يسألها عن أي سؤال يشغل باله، أو حتى يطلب منها برمجة كود بسيط.

سأل الناس هذه الأداة عن كل شيء، ما هو الهدف من الحياة؟ وكيف سينتهي العالم؟ وعن هوية مغتالي بعض السياسيين التي لم تفصح دولهم عنها!

في البداية، لم يكن من المعروف مدى قدرات هذا البرنامج الذي يعتمد بشكل رئيسي على الذكاء الاصطناعي، لكن سرعان ما أدرك المستخدمون أن هذا البرنامج بمثابة طفرة كبيرة يمكن أن يكون لها كبير الأثر على كل مناحي الحياة الاقتصادية!

أظهرت بعض البيانات الاقتصادية الصادرة من شركة PitchBook أن حجم الاستثمارات في تقنيات الذكاء الاصطناعي  بلغ 15 مليار دولار أمريكي في  النصف الأول فقط من 2023.

تكنولوجيا 2024 .. ماذا ننتظر في العام المقبل؟

الشريحة الأكبر من هذا التمويل بالطبع ضختها شركة مايكروسوفت والتي استثمرت 10 مليار دولار أمريكي في شركة OpenAi مطور البرنامج الشهير ChatGpt.

الذكاء الاصطناعي يمكن أن يسرّع من العمليات الاعتيادية والتقليدية في عالم الأعمال، يساعد المستثمرون في اتخاذ قرارات أفضل، يقدم تصميمات فورية ورسوم وحتى أشعار بعدد من اللغات، كما يمكن أن يساعد صنّاع المحتوى والسينمائيون في كتابة النصوص الإبداعية!

كل هذه المميزات لا تلغي المخاوف المتعلقة بتطوير واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي التي غذّتها – أو قل حاولت التنبؤ بها – أفلام هوليوود التي طرحت أن فكرة سيطرة الذكاء الاصطناعي على العالم هي مجرد مسألة وقت، أو الجنس البشري سيحكم عليه بالفناء عاجلاً أم آجلاً!

وإذا كنت تعتقد أن هذه الفرضية متطرفة بعض الشيء، فعلى أقل تقدير قد تشعر بالخوف من حلول الذكاء الاصطناعي محل البشر في أداء المهام الرئيسية، الأمر الذي قد ينتج عنه مئات الملايين من العاطلين عن العمل سواء تدريجياً أودفعة واحدة!

وهذه المخاوف هي ما دفعت جمعية الكتاب الأمريكيين إلى تنظيم احتجاج ومقاطعة لشركات الإنتاج الكبرى لحين حصولهم على تأكيد كتابي بعدم استخدام هذه الشركات لبرامج الذكاء الاصطناعي في المساعدة في عملية الكتابة!

يبقى عالم الذكاء الاصطناعي بحاجة للكثير من اللوائح والتنظيمات التي تضمن عدم إجحاف استخدامه مما قد يؤدي إلى إيذاء البشر في نهاية المطاف، ومع ذلك، فالذكاء الاصطناعي هنا ليبقى وسوف يكون واحد من أبرز الاتجاهات في العام المقبل.

الواقع الافتراضي والمعدّل والتوأمة!

بمرور الوقت، أصحبنا متقبلين لفكرة خلق واقعاً افتراضياً يوازي واقعنا الحقيقي. فنحن نستخدم برمجيات للتواصل، وللتعبير عن أنفسنا نستخدم مواقع التواصل الاجتماعي.

كما نستخدم الألعاب الرقمية والإلكترونية من أجل إمضاء الوقت في واقع افتراضي له قواعد محدده ومعروفة وأبسط في الفهم بالنسبة لنا من الواقع الحقيقي.

صناعة الألعاب الرقمية هي واحدة من أكبر الصناعات المتاحة حالياً في الأسواق العالمية. العاب الفيديو على وجه التحديد الشهيرة مثل Resident Evil 4 وDead Space وStreet Fighter 6 باعت مئات الآلاف من النسخ لمحبي الألعاب الرقمية في كل أنحاء العالم.

والعاب الفيديو القتالية أو الاستكشافية المثيرة ليست هي الألعاب الوحيدة التي ترى زخماً كبيراً هذه الأيام، فهناك أيضاً العاب الكازينو الشهيرة مثل البوكر والروليت والمتاحة موقع كازينو ميغاباري اون لاين (ميجا باري) والتي تستقطب الكثير من اللاعبين من المنطقة العربية كذلك.

والواقع الافتراضي والواقع المعدّل هما بالأساس تطور مفهوم للهروب من محدوديات الواقع، أي خلق واقع يبدو أفضل يحصل فيه الفرد على قدر أكبر من التحكم والسلطة.

وقد شهد كلا القطاعين الكثير من التطور خلال الأعوام القليلة الماضية، ومن المتوقع أن يستمر تمويل وتطوير هذه التقنيات بقوة في العام المقبل.

المفهوم الجديد هذا العام هو مفهوم التؤأمة، أي خلق واقع مماثل تماماً لشخص أو مجتمع أو حتى مدينة متكاملة ببيانات حقيقية ودقيقة!

يهدف العلماء أيضاً إلى خلق بشر افتراضيين بنفس الصفات الجينية والوراثية، الأمر الذي يمكن أن يساعدهم حتى في تطوير العرق البشري والوصول لعلاج الكثير من الأمراض!

وهذا الفرع كفرع الذكاء الاصطناعي، يحتاج إلى الكثير من اللوائح والتنظيمات لضمان عدم خروجه عن المسار المحدد. لكنه بالتأكيد سيكون واحد من أكثر الفروع التقنية رواجاً في العام المقبل.

نبحث عن عالم دائري مستدام!

الاتجاه الثالث الذي يعتقد أنه سيكون له الكثير من الزخم خلال الأعوام المقبلة هو الاقتصاد الدائري أو التقنية الدائرية، أو باختصار العالم الدائري!

لكن ما المقصود بالعالم الدائري؟ المقصود به هو أن يحاول البشر تقليل نفاياتهم التقنية والمادية بقدر الإمكان أثناء التعامل مع هذا العالم للحفاظ على محيطهم واستخدام كافة الموارد بالشكل الأمثل.

التصوير البسيط لهذا المفهوم هو التطوير والاستخدام المتزايد للسيارات الكهربائية، أو حتى الدراجات الهوائية ووسائل النقل العام. فالهدف الرئيسي هنا هو خفض انبعاثات الكربون بقدر الإمكان.

وعلى الجانب الآخر، سيكون هناك محاولات لتطوير الجانب التكنولوجي للتعامل مع مشكلة تلك الانبعاثات والوصول بقدر الإمكان لحلول طاقة متجددة وصديقة للبيئة.

والعالم التقني لن يكون بعيداً عن هذه التطورات، فحالياً هناك مصطلح الحوسبة السحابية الصديقة للبيئة والتي تهدف لاستخدام كافة الموراد من خوادم وأجهزة كمبيوتر بالشكل الأمثل لتوفير الطاقة للحفاظ على البيئة.

لندافع عن مؤسساتنا

تقترح التقارير الخاصة بالأمان الحوسبي أن شركة من بين كل أثنين تعرضت لهجوم ما في محاولة لاختراق بياناتها أو سرقتها أو تبديدها.

يقدّر لهذه الهجمات أن تكلّف العالم ما يقدّر بعشرة تريليونات دولار أمريكي بحلول نهاية عام 2024! الأمر الذي يستدعي تمويل واستثمار كبار الشركات في الأمن الحوسبي.

يفترض أن يضم الاستثمار في الأمن الحوسبي مجموعة من العناصر منها الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، والاستثمار في بروتوكولات الحماية المتقدمة خاصة عن بعد.

الهجمات مع تطور البنية التحتية تزداد تعقيداً، وهذا يعني أن على القائمين على الأمن في الشركات الكبرى تطوير المزيد والمزيد من البرمجيات لمواكبة هذه الهجمات.

وعليه، فمن المتوقع أن يكون الاستثمار في برامج الحماية والأمان هو واحد من أكبر أوجه الإنفاق لشركات التقنية والتكنولوجية الكبرى في عام 2024.

قد يعجبك ايضا